الثلاثاء، 25 يناير 2011

تعاليم الرسول أشرف المرسلين


    1 التوبة      :    (قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم )         عن جابر رضى الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال :  يا ايها الناس توبوا الى الله قبل ان تموتوا وبادروا بالاعمال الصالحة قبل ان تشغلوا  وصلوا الذى بينكم وبين ربكم  : بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة فى السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا     وقال الجنيد , التوبة على ثلاث اركان الندم على ما فات  والعزم على ترك المعاودة  والسعي فى تلاقى ما يمكن تلاقيه من حقوق الله المفروضة  ,وحقوق الناس  , قال الرسول ص : لو اخطاتم  حتى تبلغ خطاياكم عنان السماء , ثم تبتم لتاب الله عليكم ,  ويقول الرسول ان الله يبسك يده  بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده  بالنهار  ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها  .  ويقال اول التوبة  يقظة من الله تعالى تقع فى القلب  فيذتكر العبد تفريطه ,  واساءته وكثرة جناياته.. مع دوام نعم الله عليه .. فيعلم ان الذنوب سموم قاتلة   يخاف منها حصول المكروه  وفوات المحبوب فى الدنيا الاخرة فاذا حصل هذا   وهو الندم على تضيع حق الله تعالى  والندم يثمر عملا وهو المبادرة الىالخيرات  وقضاء الواجبات ورد الظلامات والعزم على اصلاح ما هو ات      ,    فهذه الامور الثلاثة اذا انتضمت فهي التوبة    .                    ويقال  التوبة  هى  :الحياء  العاصم والبكاء الدائم    ويقال التوبة  هي الندم على ما فات  واصلاح ما  هوآ ت  .  و يقال التوبة هي قود النفس الى الطاعة بخطام الرغبة وردها عن المعصية . اصل التوبة فى اللغة : الرجوع : يقال تاب واناب .. بمعنى رجع  مع ضرورة اجتناب الكبائر  ان  اجتنبتم الكبائر غفرنا لكم الصغائر..    والصغائر هي اللمم  ,  وقال الله تعالى   ( ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم  وندخلكم مدخلا  كريما )   واختلاف العلماء فى ىتفسير الكبيرة والصغيرة  .  قالوا كل ما نهى الله عنه فى القران كبيرة وما نهى الرسول عنها صغيرة ,اختلف الصحابة فى عدد الكبائرقال  ابن  مسعود  :اربع  , فقال عبد الله  عبد الله بن عمر بن العاص  :تسع  وقيل :احدى  عشرة ,  ويقول على بن ابى طالب رضى الله عنه : من اراد غنى بلا مال , وهيبة بلا سلطان , وعزا بلا عشيرة , فليتق الله فان الله يابى ان يذ ل الا من عصاه ,  لابد اذا اردت ان تكون اهلا لرحمة الله تعالى . من الرجوع الى الله والاصلاح معه مهما كانت الاخطاء  وقال الله عن نفسه    (غفوررحيم )   .  فقد ورد ان الله سبحانه وتعالى قال فى الكلمات العشر التي انزلت على موسى عليه افضلا ا لسلام : ( بسم الله الرحمن الرحيم , هذا الكتاب من الله الملك الجبار , العزيز القهار , لعبده ورسوله موسى بن عمران , سبحني وقدسني , لا اله الا انا فاعبدنى ولا تشر بي شيئا , واشكر لي ولوالديك الى المصير , احيك حياة طيبة , ولا تقتل النفس التي حرم الله عليك فتضيق عليك السماء باقطارها , وتضيق عليك الارض برحبها , ولا تحلف باسمى كاذبا , فانى لا اطهر ولا ازكى من لم يعظم اسمى ,ولا تشهد بما لا يعي سمعك , وتحفظ عينك ,  ولا يقف عليه قلبك , فانى اوقف اهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة  , فاسائلهم عنها , ولا تحسد الناس على ما اتيتهم من فضلى ورزقي , فانى الحاسد عدو نعمتي , ساخط لقسمتي , ولا تزن ولا تسرق فاحجب عنك وجهي واغلق دون دعواتك ابواب السماء , ولا تذبح لغيرى , فانه لا يصعد الى من قربان الارض الا ما ذكر عليه اسمى , ولا تغدرن بحليلة جارك, فانه اكبر مقتا عندي, واحب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك )     ويقول ابن عباس رضى الله عنه  : لما سار موسى الى الميقات قال له ربه : (ما تبتغى) ؟ قال ابتغى الهدى ,قال : قد وجدتها يا موسى , قال يارب , اي عبادك ؟ قال :  ا لذى يذكرني ولا ينساني قال : اي عبادك اقضى ؟ قال : الذى يقضى بالحق ولا يتبع الهوى , قال : اي عبادك اعلم ؟ قال الذى يبتغى علم الناس الى علمه يسمع الكلمة تهديه الى هدى او ترده عن ردى ,  واياك ان تقنط من رحمة الله ( لاييأس من روح الله الا القوم الكافرون )    ابو طالب المكي جمعتها من مجموع اقوال  الصحابة   فوجدتها اربع : اربعة فى القلب  وهى : الشرك بالله تعالى والاصرار على معصية الله  والقنوط من رحمة الله  والامن  من مكر الله تعالى ,  واربعة فى اللسان : وهى شهادة الزور  وقذف  المحصنات الغافلات   واليمين  المغموس  والسحر   وثلاث فى البطن : شرب الخمر واكل مال اليتيم   و اكل الربا وهو يعلم   واثنان فى  الفرج وهما : الزنا  واللواط   واثنان فى اليدين وهما : القتل والسرقة      وواحدة فى الرجل : وهى الفرار من الزحف   ,واحدة فى جميع البدن وهى : عقوق الوالدين ,  وهناك  اشياء اذا  قاربت الصغائر الحقتها بالكبائر  ,   وهى الاصرار : وهو العودة الى مثل الذنب وقيل لا صغيرة مع  الاصرار ولذلك قيل  لا صغيرة مع الاصرار,ولا كبيرة مع الاستغفار  .. وليس   المراد بها استغفار الكذابين باللسان  .. انما المراد به التوبة والندم والاقلاع والالتجاء الى الله عز وجل من القلب نفسه  :                                                                                                                                                       { فأن الله يحب المتقين }
                                                                                                                                                                                                                                 :                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       .                                      
                        { ان أ كرمكم  عند الله اتقاكم }


            {ثم ننجى الذين أتقوا } 

              2 العبادة    
قال :كانت أمثلا كلها  ,  أيها الملك المسلط المنتلى  المغرور: انى لم ابعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض  ولكنى  بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم   , فانى لا اردها وان كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله  ,ان يكن له ساعات : فساعة يناجى فيها ربه , وساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يتفكر فيها فى صنع الله تعالى , وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم  والمشرب  , وعلى العاقل ان لا يكون  ظاعنا الا لثلاث :  تزود لميعاد. او مرمة لمعاش , او لذ ة فى غير حرام    , وعلى العاقل: ان يكون بصيرا بزمانه  ,مقبلا على شانه , وحافظا للسانه , ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه  قلت يا رسول الله فيما كانت صحف موسى عليه السلام ؟   قال : كانت عبرة كلها  ,عجبت لمن ايقن بالموت قم هو يفرح , عجبت لمن ايقن بالنار ثم هو يضحك , عجبت لمن هو ايقن بالقدر ثم هو ينصب , عجبت لمن راى الدنيا وتقلبها باهلها ثم اطمان اليها  , عجبت لمن ايقن بالحساب غدا ثم لا يعمل    قلت يا رسول الله اوصنى .قال : اوصيك بتقوى الله فانها راس الامر كله .  قلت يا رسول الله زدني : قال, عليم بتلاوة القران وذكر الله عز وجل , فانه نور لك فى الارض وذخر لك فى السماء  ,قلت يا رسول الله زدني, قال  :اياك وكثرة الضحك فانه يميت القلب ,ويذهب بنور الوجه , قلت يا رسول الله زدنى :قال : عليك بالجهاد فانه رهبانية  امتي . قلت يا رسول الله زدني : قال : احب المساكين وجالسهم . قلت يا رسول الله زدني : قال : انظر الى ما هو تحتك ولا تنظر الى من هو فوقك فانه  اجدر ان لا تزدرى نعمة الله عليك  , قلت يا رسول الله زدني : قال : قل الحق وان كان مرا قلت يا رسول الله زدني : قال: ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ولا تجد عليهم فيما تاتي . وكفى بك عيبا ان تعرف من الناس ما تجهله من نفسك وتجد عليهم فيما تاتي  . ثم ضرب بيده على صدره  فقال : فقال : يا ابا ذر : لاعقل كالتدبير ولا ورع كالكف , ولا حسب كحسن الخلق  , هذه الوصايا العظيمة التي زوده الرسول رغبة له  فقال يا رسول الله اوصنى : قال : صلى الله عليه وسلم : اوصك بتقوى الله فانها راس الامر كله , وان التقوى للعباده كالراس بالنسبة للجسد  , وهى كما وصفها على رضى الله عنه : (الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والاستعداد ليوم الرحيل  , والرضا بالقليل )   واشار رسول الله : ان تعبد الله كانك  تراه ,فان لم تكن تراه فانه يراك  ( لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم أن عذابى لشديد )  ,وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :  من راى منكم منكر فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه  وذلك اضعف الايمان  , الدين النصيحة , قلنا لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم                                       3  ألاعمال بالنية  :  عن امير المؤمنين الى حفص عمى بن الخطاب رضى الله عنه :قال سمعت رسول الله يقول : انما الاعمال بالنية .وفى رواية,بالنيات وانما لكل امرى ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها , او امراة يتزوجها , وفى روايه ,ينكحها فهجرته الى ماهاجر اليه اعلموا ان كلمة بسم الله الرحمن الرحيم من تحقق بها فله جزيل النوال ومن ذكرها بلغ نهاية الامال ومن لازمها خلعت علبه خلع الاقبال , والبس قلبه حلل الاتصال وافرد روحه بشهود الجمال واستخلص سره بكشف الجلال , فهى كلمة توسل بها سليمان عليه السلام فى الزمن القديم وعادت بركتها على الهدهد فكى تاجا من السميع العليم وقالت بلقيس :( يا ايها الملا انى القى  الى كتاب كريم , 29انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم  30 ولم يقراها سليمان الا خضع له كل شئ وامره الله عزوجل يوم انزلت عليه ان ينادى فى اسباط بنى اسرائيل الا من احب منكم ان يحضر امان الله فليحضر الى سليمان فى محراب دواد فانه يريد ان يفوم خطيبا لم يبق محبوس فى العبادة ولا سائح الا هرول اليه حتى اجتمعت عليه الاحبار والعباد والزهادةالاسباط كلهم عنده فقام قةق منبر ابراهيم الخليل ثم تلا عليه امانة الامان بسم الله الرحمن الرحيم  قيل الكتب المنزلة من السماء الى الارض مائة واربعة  صحف شيث ستون وصحف ابراهيم ثلاثون وصحف موسى قبل التوراة عشرة والتوراة و الانجيل والزبوروالفرقان ومعانى كل الكتب مجموعة فى القران ومعانى القران مجموعة فى الفاتحة ومعانى الفاتحة فى البسملة ومعانى البسملة مجموعة فى بائها ومعناها بى كان ما كان وبى يكون ما يكون زاد بعضهم ومعانى الباء فى نقطتها اى فى ذ لك اشارة الى الوحدة وهى عدم التعدد فهو الواحد الذى لا نظير له  وعدد حروف البسملة الرسمية تسعة عشر حرفا وعدد خزنة النارتسعة عشر خازنا كما قال الله تعالى    (عليها تسعة عشر )  وروى الطبرنى انه لايدخل احد الجنة الا بجوازاسم الله الرحمن الرحيم هذا كتال من الله تعالى لفلان ابن فلان ادخلوها جنة عالية قطوفها دانية   وروى انه اذ دخل اهل الجنة الجنة يقولون بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله الذى صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوا من الجنة حيث نشا فنعم اجر العاملين , واذا دخل الناراهل النار يقولون بسم الله الرحمن الرحيم وما ظلمنا ربنا ولكن ظلمنا انفسنا , ومن فوائدها  :انها أربع كلمات والذنوب اربعة : ذنوب بالليل ذنوب بالنهار وذنوب بالسر وذنوب بالعلانية فمن ذكرها على الاخلاص والصفاء غفر الله تعالى له الذنوب والجفاء  4 صلاة التسبيح    :  روى عكرمة ,عن ابن عباس ان رسول الله عليه وصلى الله سلم قال : للعباس بن عبد المطلب : يا عباس يا عماه , الا اعطيك ؟ الا امنحك الا احبوك ؟ الا افعل بك عشر خصال اذا انت فعلت ذلك , غفر الله لك ذنبك , اوله واخره , قديمه وحديثة , خطاءه وعمده , صغيره وكبيره , سره وعلانيته , عشر خصال : ان تصلى اربع ركعات  تقرا فى كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فاذا فرغت من القراءة فى اول ركعةوانت قائم  قلت :  سبحان الله , الحمد لله , ولا اله الا الله , والله اكبر , خمسة عشرة مرة ثم تركع فتقولها وانت راكع عشرا ثم ترفع راسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوى ساجدا فتقولها وانت ساجد عشرا ثم ترفع راسك من السحود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا  ثم ترفع راسك قتقولها عشرا  فذلك خمس وسبعون فى كل ركعة , تفعل ذلك فى اربع ركعات , ان استطعت ان تصليها فى كل يوم فافعل فان لم تفعل ققى كل جمعة مرة فان لم تفعل ففى كل شهر مرة فان لم تفعل ففى كل سنة  فان لم تفعل ففي عمرك مرة , اما حديث ابن عمرو فلفظه : قال لى رسول الله عليه وسلم  : ائتنى غدا احبوك واثيبك واعطيك حتى ظننت انه يعطينة عطية , قال اذا زال النهار فقم فصلى اربع ركعات فذكر ها قال ترفع راسك , ينتهي من السجدة الثانية فاستو جالسا ولا تقم حتى تسبح عشراوتحمد   فاستو جالسا ولا تقم حتى تسبح عشراوتحمد عشرا  وتكبرا عشرا وتهلل عشرا ثم تصنع ذلك فى الركعات الا ربع.. قال : فانك لو كنت اعظم اهل الارض ذنبا غفر لك بذلك..قال : قلت فان لم استطع ان اصيبها تلك الساعة ؟ قال : صلها من الليل والنهار واما حديث ابن عمر فلفظه ,قال : وجه رسول الله (ص) جعفر بن ابى طالب الى بلاد الحبشة , فلما قدم اعتنقه وقبله بين عينيه , ثم قال : الا اهب لك ؟ الا ابشرك ؟ الا امنحك ؟ الا اتحفك ؟ قال : نعم يارسول الله , قال تصلى اربع ركعات   تقرا فى كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة ثم تقول بعد القراء وانت قائم قبل الركوع   سبحان الله , الحمد لله , ولا اله الا الله  , والله اكبر   ولا حول ولا قوة ا بالله    خمسة عشرة مرة  ثم تركع فتقولهن عشرا تمام هذه الركعة اى وهكذا تفعل فتسبح عشرا فى الاعتدال من الركوع وعشرا فى السجود وعشرا فى الجلوس بين السجدتين وعشرا فى السجدة الثانية وعشرا فى جلسة الاستراحة قبل ا تبتدئ بالركعة الثانية تفعل فى الثلاث ركعات كما كما وصفت لك حتى تتم اربع ركعات  (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين )                        5 يوم القيامة واحوالها              قال الله تعالي : (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة  من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين   )                                    ان هذه الاية العظيمة نزلت فى الحشر والحساب والميزان والقيامة هى التى تعم الناس وتاتيهم باغتة وتاخذهم اخذة واحدة على غفلة فى يوم جمعة فى غير شهر معروف ولا سنة معروفة , واول يوم القيامة من النفخة الثانية الى استقرار الناس فى الدارين الجنة والنار وصدر يوم القيامة واخره من الاخرة ومقدار ذلك اليوم كما قال الله تعالى  :( فى يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ) اى فى الدنيا ( فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة )      ومن   اسمائها قال الله  تعالى : (وما   امر  (وما امر الساعه كلمح البصراو هو اقرب )   القيامة لقيام الخلق كلهم من قبورهم اليها القيام الناس لرب العالمين  عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : يوم القيامة يقوم ا حدهم فى رشحة الى نصف اذنيه , ويروى عن كعب يقومون ثلثمائة سنة او سميت بذلك لقيام الروح والملائكة صفا  القارعة لانها تقرع الفلوب من اهوالها والحاقة لانها كائنة من غير شك والغاشية لانها تغشى ابصار الخلائق باهوالها حتى انهم لايرون عن يمينهم ولا عن شمائلهم والازفة , اى القريبة والواقعة لوقوع الامر فى ذلك اليوم  والخافضة لانها تخفض اقواما بدخولهم النارباعمالهم السيئة والرافعة لانها ترفع اقواما بدخولهم الجنة باعمالهم الحسنة والطامة اى الغالبة لكل شئ وسميت بذلك لكثرة الاهوال والصاخة : اى الصخة التى تضخ الاذن فتورث الصمم  وايضا اليوم الموعود لانه ميعاد الخلق   ومن احوالها واهوالها   :  قال الله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون}  وإذا قام الناس من قبقورهم لفصل القضاء وحشروا على أحوالهم فمنهم من يكسى ومنهم من يحشر عريان ومنهم راكب ومنهم وماش  مسحوب على وجهه ومنهم يذهب إلى الموقف راغما ومنهم من يذهب خائفا ومنهم قوما تسوقهم النار سوقا ,عن أنس بن مالك  رضى الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : من مات سكران فإنه يعين ملك  سكران ويعاين منكرآ ونكيرا سكران ويبعث يوم القيامة سكران ألى خندق وسط جهنم يسمى السكران فيه عين يجرى ماؤها دما لايكون له طعام ولا شرب إلا منه   وجاء إن المؤذنيين والملبين يخرجون يوم القيامة من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبى الملبى  ,  ومن مات على مرتبة من المراتب بعث عليها يوم القيامة    قال الله تعالى :{ وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا } ويوم تسيل السماء فتكون كالمهل وهو النحاس المذاب فيطى الله بعضها على بعض ثم تنهار وتذوب وتذهب حيث شاء الله وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق حيث تكون قدر ميل فيشتد الكرب  من الزحام ويكثر العرق ,كما قال عليه السلام : إن العرق يوم القيامة ليذهب فى الأرض سبعين ذراعا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس  وآذانهم    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة  فلينفس عن معسر , أو يضع عنه  ,     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : من أنظرمعسرا أوضع عنه أظله الله فى ظله وقال صلى الله عليه وسلم : من أشبع جائعا أو كسا عريانا آوى مسافرا أعاذه الله من أهوال يوم القيامة  , وعن أبى هريرة رضى الله عنه ,   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن من الذنوب ذنوبا لايكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة قيل وما يكفرها يا رسول الله ؟ قال الهم فى طلب المعيشة صدق رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ,فإذا طال انتظار أهل الموقف طلبوا من يشفع لهم ليستريحوا من الموقف والإنتظار والكرب  وقد جاء عن أأبى هريرة رضى الله عنه : قال أتى رسول  الله  صلى الله عليه وسلم  , بلحم فرفع إليه الذراع فكانت تعجبه  فنهش منها نهشة فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة , هل تدرون بم ذلك ؟ يجمع الله الأولين والأخرين فى صعيد واحد فيسمهم الداعى وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الهم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض , ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما بلغكم ؟ ألا ترون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض ائتوا آدم فيقولون يا آدم انت  ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا قيقول : آدم إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهانى هن أكل الشجرة فعصيت , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلى نوح عليه السلام , فيأتون نوح عليه السلام  فيأتون  نوحا فيقولون له , يا نوح  أنت أول الرسل إلارض وسماك الله عبدا شكورا أشفع لنا إلى ربنا  ألا ترى ما نحن فيه   ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم نوح إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضبه  قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ابدا وانه كان لى دعوة دعوت بها على قومى , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلى أبراهيم عليه السلام  فيأتون أبراهيم,فيقولون يا أبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل ألارض اشفع لنا إلى ربك ألا تري ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا ؟ قيقول  لهم أبراهيم   إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب  قبله مثله ولن يغضب بعده  مثله ويذكر كذباته , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلي موسي عليه السلام  :  فيأتون موسي  ,فيقولون يا موسي أنت رسول الله فضلك الله برسالته وتكليمه على الناس اشفع لنا اشفع لنا إلى ربك ألا تري ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا , فيقول لهم موسي : إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده  مثله وإني قتلت نفسا لم أمر بقتلها , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلي عيسي عليه السلام , فيأتون عيسي عليه السلام  فيقولون يا عيسي :أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم وروح منه وكلمت الناس اشفع لنا إلى ربك ألا تري ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا , فيقول لهم عيسي عليه السلام , إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده  مثله ولم يذكر له ذنبا  , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلي محمد صلى الله عليه وسلم   فيأتون ,فيقولون : يامحمد  الله أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفرلك الله ما تقدم من ذنبك  وما تأخر اشفع لنا عند ربك ألا ترى مانحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محاميده وحسن الثناء عليه لم يفتحه لأحد غيري , ثم يقول  الله تعالي يامحمد :أرفع رأسك و سال تعطي واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول يارب : أمتي أمتي : أدخل الجنة من أمتك من لاحساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة  وهم شركاء الناس فيما سوي ذلك من الأبواب والذي نفسي محمد بيده إن مابين المصرا عين من مصاريع  الجنة لكما بين مكة وهجر وكما مكة وبصري , فأول من يدعي للحساب الملائكة والرسل أظهارا للعدل وإقامة الحجة علي من كذب وزيادة تخويف الجاحدين فكيف تكون عقول الخلائق إذا عاينوا الملائكة , والرسل قد دعاهم الله للحساب والسؤال ثم تقبل الملائكة علي الخلائق وتنادي كل إنسان باسمه من غير كنية يا فلان هلم إلينا إلي موقف العرض , فمن المؤمنين من لايحاسب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم   (يدخل الجنة  من هذه الأمة سبعون الفا بغير حساب )  وفي رواية (مع كل واحد منهم سبعون الفا )   وعن إني بوبكر الصديق رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطيت  سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغيرحساب وجوههم كالقمر ليلة البدر وقلوبهم علي قلب رجل واحد فأستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل سبعين الفا    ,أن الميزان واحد يوزن به للجميع وإنما جمع لكثرة ما يوزن فيه من الأعمال وصفته في العظم مثل طبقا السموات والأرض توزن فيه الأعمال بقدرة الله سبحانه وتعالي   قال النبي صلى الله عليه وسلم    : ما من شئ يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من الخلق الحسن , ومنها قضاء حاجة المسلم قال صلى الله عليه وسلم  : من قضي لأخيه  المسلم حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له  ومنها قراءة القران وتعليم الناس الخير أو مدد العلماء وأتباع الجنازة والولد الذي يموت للأنسان فيحتسبه والصلاة علي النبي  صلى الله عليه وسلم  :  وكثرة الأستغفار والتسبيح والتحميد  والتهليل  والتكبير  الصدقة وتخفيف العمل عن الخادم والأضحية وكف التراب اذا   ألقاه إلانسان في قبر المسلم عند دفنه أهل البلاء  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم   : تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتي بأهل الصلاة فيؤتون أجورهم بالموازين فيؤتي بأهل الصيام  فيؤفيؤتون أجورهم بالموازين فيؤتي بأهل  الحج فيؤفيؤتون أجورهم بالموازين فيؤتي بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولأينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب حتي يتمني أهل العافية أنهم لو كانوا في الدنيا تقرض أجسامهم بالمقاريض لما يرون لأهل البلاء من الفضل قال الله تعالي { إنما يوفي الصابرون أجورهم بغير حساب   } وإذا وقع السؤال ونصبت موازين الأعمال وتطايرت الكتب عن اليمين والشمال ووضع الصراط علي متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر ويؤمر الناس بالجواز عليه فأول من يجوز عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم    : فيمر أولهم كالبرق  الخاطف ثم الريح ثم كالطير ثم كالخيل ثم عدوا ثم مشيا ومن الناس من يزحف زحفا ومن الناس من يسحب سحبا فمنهم من يسلم من يزل فيقع في جهنم ومنهم من تخطفه كلاليب فتلقيه في النار ويسمع للواقعين في النار جلبيةعظيمة وصياح شديد يدهش العقول , والملائكة والأنبياء  كلهم  يقولون : اللهم سلم سلم ولا ينطق حينئذ الا الرسل     الفرق  :   عن أبي هريرة قال :قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : إفترقت اليهود علي أحدي و سبعين فرقة  , و إفترقت النصاري علي اثنتين وسبعين فرقة , وتفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة , عن عبد الله بن عمر قال , قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : ليأتين علي أمتي ما أتي علي بنو إسرائيل  تفرق بنو  إسرائيل علي اثنتين وسبعين ملة , وستفترق أمتي ثلاث وسبعين ملة , تزيد عليهم ملة  , كلهم في النار إلا ملة واحدة , قالوا : يا رسول الله , وما الملة التي تتغلب ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي    صلاة التوبة  : فقد روي عن أبي بكر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  :يقول : ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتؤضا او يتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفرالله له ثم قرأ هذه الآية { والذين إذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله }  وعن عبد الله بن بريدة   رضي الله عنه قال عن أبيه قال :أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوما فدعا بلالا , فقال يا بلال .. بما سبقتني إلي الجنة ؟  إني دخلت الجنة البارحة , فسمعت خشخشتك أمامي  ؟ فقال : يارسول الله  ما أذنبت قط إل صليت ركعتين , وما أصابني حدث قط إلا تؤضات عنها وصليت ركعتين  , وأعلم أن العجلة من السيطان إلا من خمسة أشياء فإنها من السنة : إطعام الضيف إذا دخل , وتجهيز الميت , وتزويج البكر , وقضاء الدين , والتوبة من الذنب      . وأن من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاث أشياء : تعجيل التوبة , وقناعة النفس , والنشاط في العبادة , ومن نشي الموت عوقب بثلاث أشياء :  تسويف النفس , والشره في الدنيا , والتكاسل عن الطاعة   . وقوله الله تعالي { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ... }

هناك تعليق واحد: