الثلاثاء، 25 يناير 2011

الفرج من الله

          ستر المسلم                                                                                     عن أبي هريرة رضي الله عنه ,قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة , ومن يسر علي معسريسر الله عليه في الدنيا والأخرة , ومن سترمسلما ستره  الله  في الدنيا والأخرة  والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه , ومن سلك طريقا يلتمس  فيه علما سهل الله له به طريقا إلي الجنة , ومن أجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدايل ,ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة , وغشيتهم الرحمة , وحفتهم الملائكة , وذكرهم الله فيمن عنده , ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه  , وقد جاء في قضاء حوائج المسلمين أحاديث كثيرة : منها  قوله رسول الله صلي الله عليه وسلم : من قضي لأخيه المسلم حاجة في الدنيا قضي الله له سبعين حاجة من حوائج الأخرة أدناها المغفرة وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :  أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له : ما كنت تعمل ؟ فقل أني كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسرفأتجاوز عنه في السكة أو في النقد فغفر له   . منها  قوله رسول الله صلي الله عليه وسلم :من أنظر معسرا كان له في كل يوم صدقة ومن أنظر بعد حله كان له مثله في كل يوم صدقة  , وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : من رمي مسلما بشئ يريد شينة به حبسه الله علي جسر جهنم حتي يخرج مما قال    :   المؤمن القوي احب الي الله   , قال الله تعالي : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للأسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا } وقد أتفق أهل السنة  من المحدثين والفقهاء والمتكلمين علي أن المؤمن الذي يحكم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد في النار لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقادا جازما خاليا من الشك ونطق بشهادة لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله , وحكي عن عبد الواحد بن زيد قال : مررت في بعض الجبال بشيخ أعمي أصم مقطوع اليدين و الرجلين ضربه فالج يصرع في كل وقت والزنانير تنهش من لحمه والدود يتناثر من جنبيه وهو يقول : الحمد لله الذي عافني مما ابتلي به كثير من خلقه , قال : فتقدمت إليه وقلت له : يا أخي و أي شئ عافاك الله به والله ما أجد جميع البلايا إلا محيطة بك , فرفع طرفه إلي وقال لي : يا باطل إليك عني فإنه عافاني إذا أطلق لساني يوحده وقلبا يعرفه وفي كل لحظة يذكره , وأنشد :                                                  حمدت  ربي إذ هداني*إلي الإسلام والدين الحنيف                                          فيذكره لساني كل وقت* ويعرفه فؤادي باللطيف                                             عن قيام الليل     : عن ثابت رضي الله عنه أنه قال : كان أبي من القوامين لله في سواد  أنالليل , قال : رأيت ذات ليلة في منامي امرأو لا تشبه النساء فقلت لها : من أنت فقالت حوراء أمة الله فقلت لها : زوجيني نفسك , فقالت : أخطبني من عند ربك و أمهرني   فقلت ما مهرك, فقالت طول التهجد  وأنشدوا في المعني  :                 ياطالب الحوراء في خدرها * وطالبا ذاك علي قدرها                                     انهض بجد لا تكن وانيا  * وجاهد النفس علي  صبرها                      وجانب الناس وارفضهم*  والتزام الوحدة في وكرها                               و قم إذا الليل بدا وجهه  * وصم نهارا فهو من مهرها                                                                                                                                                                                                            
                            عن  منع الحمل 
    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه  قال : حدثنا , رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك , ثم يكون مضغة  مثل ذلك , ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح , ويؤمر بأربع كلمات : بكتب  رزقه وأجله وعمله , وشقي أوسعيد , فوالذي لا اله غيره , أن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتي  ما يكون بينه وبينها إلا ذراع  فيسبق عليه الكتاب    فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها , أن أحدكم ليعمل بعمل أهل النارحتي  ما يكون بينه وبينهاإلا ذراع فيسبق عليه   لكتاب ,  فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها                                                 

علامة المنافق
عن عبدالله بن عمرو بن العاص : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعه

    عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل دم امرئ مسلم إلا من أحدى ثلاث : كفر بعد إيمان ، أو زنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير نفس                                                                                       
عن ابو بكرة نفيع بن الحارث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وكان متكئا فجلس فقال - ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ، ألا وقول الزور ، وشهادة الزور . فما زال يقولها ، حتى قلت : لا يسكت .يقول الإمام الغزالي رحمه الله:
إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا،
سئل كيف ذلك؟؟ فقال: يسجد برأسه بين يدي مولاه، وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا
فأي سجدة هذه؟؟؟  
 
                                                                       
عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل . فمن كبر الله ، وحمد الله ، وهلل الله ، وسبح الله ، واستغفر الله ، وعزل حجرا عن طريق الناس ، أو شوكة أو عظما من طريق الناس ، وأمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، عدد تلك الستين والث...لاثمائة السلامى . فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار                                        
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل دم امرئ مسلم إلا من أحدى ثلاث : كفر بعد إيمان ، أو زنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير نفس                            حفظ اللسان                         عن معاذ بن جبل رضي الله عنه , قال كنت مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم , في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير , فقلت : يا  رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار , قال  : لقد سالتني عن عظيم . وأنه يسير علي من يسره الله عليه . تعبد الله ولا تشرك به شيئا . وتقيم الصلاة . وتؤتي الزكاة . وتصوم رمضان . وتحج البيت .ثم قال : ألا أدلك علي أبواب الخير, الصوم جنة ,والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار , وصلاة الرجل من جوف الليل , ثم تلا : تتجافي جنوبهم عن المضاجع   حتي بلغ يعلمون , ثم  
قال :الا أخبرك برأس ألامركله وعموده وذروة سنامه , قال : بلي يا  رسول الله , قال : رأس الأمر الأسلام  وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد , ثم قال : الا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلي يا نبي الله , فأخذ بلسانه , قال :كف عليك هذا  فقلت:  يا نبي الله وإنا لمؤخذون بما نتكلم به ؟ قال : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار علي وجوههم أو علي مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم                   بر الوالدين
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: ( الصلاة على وقتها) قال: ثم أي؟ قال: ( بر الوالدين ) قال ثم أي؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله ) (7) ومن البر بهما والإحسان إليهما ألا يتعرض لسبهما ولا يعقهما؛ فإن ذلك من الكبائر بلا خلاف، وبذلك وردت السنة الثابتة؛ فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من الكبائر شتم الرجل والديه ) قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال ( نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) (8)
وعن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما ) (9) أي غضبهما الذي لا يخالف القوانين الشرعية كما تقرر فإن قيل : ما وجه تعلق رضى اللّه عنه برضى الوالد قلنا : الجزاء من جنس العمل , فلما أرضى من أمر اللّه بإرضائه رضي اللّه عنه , فهو من قبيل لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس قال الغزالي : وآداب الولد مع والده : أن يسمع كلامه , ويقوم بقيامه , ويمتثل أمره , ولا يمشي أمامه , ولا يرفع صوته , ويلبي دعوته , ويحرص على طلب مرضاته , ويخفض له جناحه بالصبر , ولا يمن بالبر له , ولا بالقيام بأمره , ولا ينظر إليه شزراً , ولا يقطب وجهه في وجهه (10) 

وصينا الإنسان بوالديه
قال تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) العنكبوت 8 قيل نزلت في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كما روى الترمذي : قال سعد أنزلت في أربع آيات فذكر قصة , وقالت أم سعد أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي.. ... ) (6) وقال جل ذكره ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) الأحقاف 15-16 وقال أيضا ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14- 15  
      
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) (1)  
      قال  ذو النون ثلاثة من أعلام البر: بر الوالدين بحسن الطاعة لهما ولين الجناح وبذل المال، وبر الولد بحسن التأديب لهم والدلالة على الخير، وبر جميع الناس بطلاقة الوجه وحسن المعاشرة ، وطلبت أم مسعر ليلة من مسعر ماء فقام فجاء بالكوز فصادفها وقد نامت فقام على رجليه بيده الكوز إلى أن أصبحت فسقاها.
وعن محمد ابن المنكدر قال: بت أغمز (المراد بالغمز ما يسمى الآن بالتكبيس) رجلي أمي وبات عمي يصلي ليلته فما سرني ليلته بليلتي، ورأى أبو هريرة رجلا يمشي خلف رجل فقال من هذا؟ قال أبي قال: لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله ولا تمش أمامه.
بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان ألف درهم،فعمد أسامة رضي الله عنه إلى نخلة فنقرها وأخرج جمارها (الجمار قلب النخلة) فأطعمها أمه،فقالوا له:ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟ قال: إن أمي سألتنيه،ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها.                                    روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من مسلم له أبوان ، فيصبح وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة ، ولا يمسي وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة ، ولا سخط عليه واحد منهما فرضي الله عز وجل عنه حتى يرضى. رواه البيهقي وغيره.                                                           قال الإمام ابن مهدي رحمه الله: صحبت عبد الله بن عون أربعا وعشرين سنة،وكان بارا بوالديه.
ثم يذكر من مظاهر بره:
أن أمه دعته يوما في حاجة فأجابها برفع الصوت، فأعتق ذلك اليوم رقبتين كفارة لرفع صوته على صوتها.              
قال هشام بن حسان: قلت للحسن البصري: إني أتعلم القرآن وإن أمي تنتظرني بالعشاء، قال الحسن: لأن تتعشى العشاء مع أمك وتقر بذلك عينها، أحب إلي من حجة تحجها تطوعاً.                                                                                                   لاتغضب «1»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصِنِي قَالَ:" لَا تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ لَا تَغْضَبْ" رواه البخاري
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ "رواه أحمد
الغضب جماع الشر ، ومصدر كل بليّة ، فكم مُزّقت به من صلات ، وقُطعت به من أرحام ، وأُشعلت به نار العداوات ، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم . إنه غليان في القلب ، وهيجان في المشاعر ، يسري في النفس ، فترى صاحبه محمر الوجه ، تقدح عينيه الشرر ، فبعد أن كان هادئا متزنا ، إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كلية عن تلك الصورة الهادئة ، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد .
إن الغضب إذا اعترى العبد ، فإنه قد يمنعه من قول الحق أو قبوله ، وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين ،
 فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : " أول الغضب جنون ، وآخره ندم، وربما كان العطب في الغضب " ،
 ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما : "مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب ؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم " ،
 وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه : "يا بني ، لا يثبت العقل عند الغضب ، كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم "،
 وقال آخر : " ما تكلمت في غضبي قط ، بما أندم عليه إذا رضيت ".
ومن الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه ، ما جاء في قوله تعالى ( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران.
فهذه الآية تشير إلى أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة مراتب :
فمنهم من يكظم غيظه ، ويوقفه عند حده ،
ومنهم من يعفوا عمن أساء إليه ،
ومنهم من يرتقي به سمو خلقه إلى أن يقابل إساءة الغير بالإحسان إليه .
 والسؤال ما هي الوسائل التي تحُد من الغضب ، وُتعين العبد على التحكم بنفسه في تلك الحال ؟ :

لاتغضب «2»

لقد بينت الشريعة العلاج النافع لذلك من خلال عدة نصوص ، وهو يتلخص فيما يأتي.
أولا : اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ، فالنفوس بيد الله تعالى ، وهو المعين على تزكيتها ، يقول الله تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )( غافر
ثانيا : التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فهو الذي يوقد جمرة الغضب في القلب ، يقول الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )( فصلت : 36 ) وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجلين يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم كلمة ، لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ، ذهب عنه ما يجد "
ثالثا : التطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجور العظيمة التي أعدها لمن كظم غيظه ، فمن ذلك ما رواه أبو داود بسند حسن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء "
رابعا : الإمساك عن الكلام ، ويغير من هيئته التي عليها ، بأن يقعد إذا كان واقفا ويضطجع إذا كان جالسا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع " رواه أبو داود
خامسا : الابتعاد عن كل ما ما يسبب الغضب ، والتفكر فيما يؤدي إليه.
سادسا : تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل ، في شتى شؤون الدنيا والدين. أما الغضب المحمود والمطلوب فهو ما كان لله وفي الله، إذا انتهكت محارم الله كما كان النبي يغضب وذلك كثير في حياته عليه الصلاة والسلام، قالت عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله. وما نيل منه شيىء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى " رواه مسلـم.                                    

النمص في اللغة: 

( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم

ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)

( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون). 




قال ابن الأثير:

النمص: ترقيق الحواجب وتدقيقها طلباً لتحسينها .

والنامصة: التي تصنع ذلك بالمرأة، والمتنمصة: التي تأمر من يفعل ذلك بها. والمنماص: المنقاش.

النمص من ناحية الشرع: 

ورد تحريم النمص في الكتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: 




أولاً: الكتاب: 

قوله تعالى: ( ولأمرنهم فليغيرن خلق الله). 


قال ابن العربي في هذه الآية : 


المسألة السادسة: 


لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة


والنامصة والمتنمصة والواشرة والموتشرة والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله).

فالواشمة : التي تجرح البدن نقطاً أو خطوطاً فإذا جرى الدم حشته كحلاً،

فيأتي خيلاناً وصوراً فيتزين به النساء للرجال،

ورجال صقلية وإفريقية يفعلونه ليدل كل واحد منهم على رُجلته في حداثته.

والنامصة: هي ناتفة الشعر تتحسن به.. إلى أن قال:

وهذا كله تبديل للخلقة وتغيير للهيئة وهو حرام.

وبنحو هذا ، قال الحسن في الآية.

ثانياً: السنة: 


قوله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله الواشمات والمستوشمات

والنامصات والمتنمصات

والمتفلجات للحسن المتغيرات خلق الله).

قال ابن منظور في مادة ( لعن ): واللعن: الإبعاد والطرد

من الخير. وقيل : الطرد والإبعاد من الله.. وكل من لعنه الله فقد


أبعده عن رحمته واستحق العذاب فصار هالكاً. 
              يقــول الرســول صلــى الله عليــه وســـلم (( لعن الله النامصـه والمتنمصــه )
حقوق الزوج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تعالي اليوم يا أختاه نتعلم كيف نرضي الله -عز وجل- عنَّا، ونتذوق حلاوة الإيمان، ونفوز بأعظم الأجر، وننال الفردوس الأعلى... بأن تعرفي حقوق زوجك وتؤديها له...

1- الطاعة والبرّ به: أي أن تلبي له جميع رغباته طالما كانت بالمعروف... ولا طاعة له إذا أمرها بمعصية، قال رسول الله: «لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف» [الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: مسلم، صحيح].

وعلى الزوج أن يراعي زوجته؛ فلا يحمِّلها ما لا تطيق، ويراعي ظروفها سواء كانت جسدية أو نفسية ولا يتعنت في الأوامر.

والحذر من عصيان أمره إذا كان بالمعروف؛ قال رسول الله: «اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع» [الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، صحيح]، فلا يجوز للزوجة أن تخالف زوجها حتى لو كان عندها مبرر شرعي مثل برّ الوالدين، وهو الذي سيتحمل الوزر إن منعها من برهما.

ومن طاعته: ألا تصوم إلا بإذنه، وألا تدِّخل أي أحد بيته إلا بإذنه، قال رسول الله: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، صحيح]... أما إن كان زوجها غائب أو مسافر، فقد انتفت العِلَّة من عدم صيامها.

2- خدمته: فلا خلاف بين الفقهاء على أنه يجوز للمرأة خدمة زوجها بالبيت، وهذا هو المتعارف وهي سنة قد أقرّها النبي... فكانت أمهات المؤمنين يقمنّ بالخدمة في المنزل وكذلك نساء الصحابة...

ولكِ في فاطمة -رضي الله عنها- أسوةٌ حسنة... فقد قال عنها زوجها الإمام علي -رضي الله عنه-: "كانت ابنة رسول الله وكانت من أكرم أهله عليه وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها فأصابها من ذلك ضرر".

فاحتسبي ولا تنسي... إن كل شيء تفعلينه له لكِ فيه أجر، كما إن له أجر على كل نفقة ينفقها، وإن كل ما تفعلينه من أجل رضا الله -جلّ وعلا-.

3- إظهار الإهتمام به: بأن تقدميه على سائر الناس وتهتمي بمظهره... كما كانت أمهات المؤمنين تهتم بالنبي، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «طيبت رسولالله -صلى الله عليه وسلم- بيدي هاتين، حين أحرم، ولحله حين أحل، قبل أن يطوف، وبسطت يديها» [الراوي: عائشة، المحدث: البخاري، صحيح].

4- الشكر وعدم تكفير العشير: قال رسول الله: «لا ينظر الله -تبارك وتعالى- إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه» [المحدث: الهيتمي المكي، صحيح]، فمن لا تشكر زوجها يلعنها الله -عز وجل- ولا ينظر إليها، فكوني قنوعة واشكري زوجك على ما يصنع لكِ بما قد قدره الله عليه...

واعلمي أن تكفير العشير من أشد أسباب دخول النساء النار... قال حين أخبر عن رؤيته للنار: «ورأيت أكثر أهلها النساء»، قالوا: "بم يا رسول الله؟"، قال:«بكفرهن»، قيل: "يكفرن بالله؟"، قال: «يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى أحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط»[الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، صحيح].

5- الرضا بالزوج: فعليكِ أن ترضي بما قد قسمه الله لكِ ولا تقارنيه بغيره، لأن الأصل في البشر النقصان ولا وجود لإنسان كامل الأوصاف، فغضّي الطرف عن سلبياته طالما ليست في دينه، وانظري دومًا إلى إيجابياته كي يرضى قلبك.

6- لا تفتحي عليه أبواب الدنيا: فلا تثقلي كاهله بالطلبات، كي لا تكوني سببًا في فتنته بفتنة المال... ولو تغير حال الزوج من الغنى إلى الفقر أو الصحة إلى المرض، عليها أن تصبرِ وترضي بما قضى الله -سبحانه وتعالى-.

واحذري أختاه أن تكوني عابدة للدنيا، قال رسول الله: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، صحيح].

7- المحافظة على ماله: فعليها أن تحافظ على ماله ولا تقوم بتبذيره؛ قال رسول الله: «خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، صحيح].

8- التزين له: فالمرأة الصالحة تحرص على أن تتفنن فى التجمّل لزوجها بما يرضيه، وترتدى له أفضل ملبس فى حدود طاقته، عن أبي هريرة قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي النساء خير؟، قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، حسن].

9- حسن استقباله وتوديعه: فتحرص على أن تكون أول من يرى عند رجوعه للمنزل، وتستقبله بالفرح والسرور، وكذلك عند خروجه، تودعه بالابتسامة وتدعو له بالتوفيق.

10- حسن الإنصات: فالزوج بحاجة إلى الحضن الدافيء الذي يحنّو عليه وإلى من يشكو إليه همومه، وعلى الزوجة أن تنصت له وتثلِّج صدره بالكلام الذي يطمأنه...
وللحوار آداب لابد من مراعتها ليصير حوارًا نافعًا ومفيدًا...

الإنصات وليس مجرد الاستماع... فيجب أن تشعره بالاهتمام أثناء حديثه، وكما أنه يجرحها أن يأتي من عمله ثم يذهب للنوم مباشرةً دون الاهتمام بها، فهو أيضًا يجرحه أن تنشغل عنه أثناء حديثه.

لا تقاطعي وانتظري حتي ينتهي زوجكِ من الحديث... واتركيه يبوح بما في صدره.

عدم إصدار الأحكام وقت الإنصات للطرف الآخر، كوني مسؤولة عن عباراتِكِ... عندما تريدى أن تعبرى عن رأيكِ، عبِّرى عن رأيكِ الخاص ولا تلزميه بشيء.

استخدام الطلب البناء أثناء الحوار: عن طريق استخدام كلمات مثل: أشعر، أتمنى... إنما أسلوب الأمر يجرحه في رجولته.

11- عدم التدخّل في أمور الرجال: فلا تقوّيه على الرد على أهله أو أخواته، لأنه لو عقّ بأهله فستتحملين وزر ذلك.

12- عدم إفشاء أسراره: لا تفشى له سرًا بحال لأن ذلك يؤلم الرجل بشدة، فإن لم يجد الأمان مع زوجته أين سيجده؟!

13- اختيار الوقت المناسب لطلب ما تحتاجه: فالزوجة الصالحة تختار الوقت المناسب لتقديم الطلبات أو الحديث في الأمور الهامة.

14- احترام أهله: فلابد أن تعينه على برّ والديه وأهله... ولتوطد علاقتها بوالدته خاصة، فهي التي تعبت في تربيته ولها عظيم الحق عليه، ولتحرص على زيارة أهله من النساء والتودد إليهم.

واحذري أن تكوني سببًا في اختلاق المشاكل بينه وبين أهله، ولا تتدخلي بينهما إن كانت هناك مشاكل بالفعل، قال رسول الله: «إن أحبكم إليّ أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إليّ المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الملتمسون للبرآء العيب» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، حسن لغيره]

هذا هو الامتحان الصعب لكل أخت متزوجة... وكل أخت لم تتزوج بعد عليها أن تعلم هذه الحقوق جيدًا... وإياكِ ثم إياكِ ألا ترضي زوجكِ...

عن معاذ بن جبل عن النبي قال: «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلكِ الله فإنما هو عندكِ دخيل يوشك أن يفارقكِ إلينا»[الراوي: معاذ بن جبل، المحدث: الألباني، صحيح]                                          البدعة  
قال رسول الله: أياكم ومحدثات الأمور , أي با
عدوا واحذروا الأخذ بالامور المحدثة في الدين , واتباع غير الخلفاء الراشدين , فإن ذلك بدعة وكل بدعة ظلالة , وهي لغة ماكان مخترعا , وشرعا ما أحدث علي خلاف أمر الشارع , ودليله الخاص او العام فإن الحق فيما جاء به الشرع ,وليس بعد الحق إلا الظلال

أسماء الله الحسني

   و لله ألاسماء الحسني فادعوه بها          الرحمن    *  الرحيم  * الملك  * القدوس   * السلام    * المؤمن   * المهيمن    العزيز    *   الجبار   * المتكبر * الخالق    * البارئ    * المصور   * الغفار  القهار    * الوهاب   * الرزاق  * الفتاح     * العليم      * القابض   * الباسط  الخافض  * الرافع     * المعز   * المذل    * السميع    *  البصير  *  الحكم    *   ا لعدل      * الطيف    * الخبير  * الحليم  * العظيم   *  الغفور    * الشكور  *     هو الله الذى لا اله الا هو * العلى   *  الكبير * الحفيظ   * الميقت      * الحسيب   *الجليل  *الكريم   *   الرقيب  * المجيب  * الواسع     * الحكيم      * الودو      * المجيب * الباعث *   الشهيد   * الحق    * الوكيل    * القوى       * المتين     * الولى   * الحميد *  المحصى * المبدى   * المعيد   * المحى      * المميت    * الحى   * القيوم  * الواجد    * الماجد     *الواحد   * الصمد     *القادر      * المقتدر   *المقدم *  المؤخر    *الأول     * الأخر    *الظاهر     * البطن    *الوال     * المتعال  *  البر    *   التواب     *المنتقم   * العفو     *الرؤوف  * مالك الملك   ذو الجلال والأكرام  *المقسط   * الجامع   * الغنى    * المغنى    *المانع       * الضار     النافع    *  النور    *الهادى    * البديع   *الباقى   * الوارث   *الرشيد   *   الصبور *  و لله ألاسماء الحسني فادعوه بها
أدعية من القرآن

(ربنا تقبل من انك أنت السميع العليم )  ,(و تب عليناأنك أنت التواب الرحيم )  ,( ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ,(ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين ) ,ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ), (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ,(رب هب لى من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء )      (ربنا أعفر لنا ذ نوبنا وإسرافنا فى أمرنا  وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين      ( ربنا اصرف عنا  عذاب جهنم إن عذابها كان غراما )    (ربنا عليك توكلنا واليك  إنبنا واليك المصير )   (ربنا لأتحعلنا فتنة للذين كفروا وأغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم )     (رب ادخلنى مدخل صدق و أخرجنى مخرج صدق وأجعل لى من لدنك سلطانا نصير )                    
   اللهم ارحمنا    (اللهم أرحمنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه  )     ( اللهم أرحمنا  يوم لاينفع مال ولا بنون  )    ( اللهم أرحمنا يوم يقوم ا لأ شهاد  )   ( اللهم أرحمنا يوم  البطشة الكبرى  )   ( اللهم أرحمنا يوم الفصل , اللهم أرحمنا يوم الوعيد  )      (اللهم أرحمنا يوم يفر المرء من اخيه وأمه وأبيه )   (اللهم أرحمنا يوم تمور السماء )    ( اللهم أرحمنا إذا وقعت الواقعة )      ( اللهم أرحمنا إذا نقر فى الناقور  )    (  اللهم أرحمنا إذا ما فى القبور )       (  اللهم أرحمنا إذا الجحيم سعرت )    (  اللهم أرحمنا إذا بعثر ما فى القبور  )
   (  اللهم أرحمنا إذا يوم يقوم الناس لرب العالمين )    (   اللهم أرحمنا إذا السماء انشقت )     (   اللهم أرحمنا إذا الأرض مدت  )     ( اللهم أرحمنا إذا زلزلت الأرض زلزالها )      ( اللهم أرحمنا يامن تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور   ) 

سيرة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم


    سيرة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم   
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته    
زواج عبد المطلب من  آمنة بنت وهب أم النبى صلى الله عليه وسلم   كان عبد الله بن عبد المطلب من أحب ولد أبيه إليه , ولما نجا من الذبح وفداه عبد المطلب  بمائة  من الإبل زوجه من أشرف نساء مكة نسبا وهى آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب   ولم يلبث أبوه أ ن توفى  بعد أن حملت أمه به , ودفن فى المدينة عند أخواله بنى عدى بن النجار فإنه ذهب بتجارته إلى الشام فأدركته منيته بالمدينة وهو راجع , وترك هذه النسمة المباركة , وكأن القدر يقول له : قد أنتهت مهمتك فى الحياة وهذا الجنين الطاهر يتولى الله عز وجل بحكمته ورحمته وتربيته ورعايته وتأديبه وإعداده لأخراجه للبشرية يخرجهم من الظلمات الى النور ولم يكن زواج عبد المطلب من  آمنة  هو بداية أمر النبى صلى الله عليه وسلم ,قيل  للنبى صلى الله عليه وسلم : ما كان أول بدء أمرك ؟ فقال رسول صلى الله عليه وسلم  : أنا دعوة أبى ابراهيم , وبشرى عيسى , ورأت أمى انه يخرج منها نور أضات منه قصور الشام                                                         ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم    ولد  الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم   يوم الإثنين  بلا خلاف , والمجمع عليه أنه عليه الصلاة والسلام ولد قجمت عام الفيل , وكانت ولادته فى دار أبى طالب  بشعب بنى هاشم  , وقال الشاعر أحمد شوقى فى مولده : ولد الهدى فالكائنات ضياء * وفى الزمان تبسم وثناء  الروح والملأ الملائك حوله  * للدين والدنيا به بشراء            والعرش يزهو والحظيرة تزهى* والمنتهى والسدرة العصماء         حليمة السعدية مرضعته في بني سعد : عن عبد الله بن جعفررضي الله عنه قال : لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمت حليمة بنت الحارث في نسوة من بني سعد بن بكريلتمسون الرضعاء بمكة فخرجت في أوئل النسوة علي أتان قمراء ومعي زوجي الحارث بن عبد العزيزأحد بني سعد ثم أحد بن ناضرة والله ما نبض بقطرة لبن في سنة شهباء قد جاع حتي خلص إليهم الجهد ومعي أبن لي, والله ماينام ليلنا وما أجد في يدي شيئا أعلله به إلا نرجو الغيث وكانت لنا غنم فنحن نرجوها , فلما قدمنا المدينة إلا عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرهته فقلنا :إنه يتيم ,وإنما يكرم الظئر ويحسن إليها الوالد فقلنا ما عسي أن تصنع بنا أمه أو عمه أو جده فكل صواحبي أخذت رضيعا فلما لم أجد غيره رجعت إليه وأخذته ,والله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره , فقلت لصاحبي : والله لأخذن هذا اليتيم من بني عبد المطلب فعسي الله أن ينفعنا به ولا أرجع من بين صواحبي ولا أخذ شيئا , فقال قد أصبت , فقالت فأ خذته فأتيت به الرحل فوالله ما هو ألا أن أتيت به الرحل , فأمسيت أقبل ثدياي باللبن حتي أرويته و أرويت أخاه وقام أبوه إلي شارفنا تلك يلمسها فإذا هي حافل فحلبها فأرواني و روي  فقال : يا حليمة  تعلمين والله قد أصبنا نسمة مباركة ولقد أعطي الله عليها ما لم نتمن فقالت : لقد بتن بخير ليلة شباعا وكنا لا ننام ليلنا مع صبيا        تعد حادثة شق الصدرله عليه الصلاة والسلام أثناء وجوده في مضارب بني سعد من أرهصات النبوة , ودلائل اختيار الله إباه لأمر جليل , وقد روي ألامام مسلم  في صحيحه حادثة شق الصدرله في صغره ,فعن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان , فأخذه فصرعه فشق عن  قلبه فأستخرج القلب  فأستخرج منه علقة , فقااجعةل : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه , ثم أعاده  في مكانه , وجاء  الغلمان يسعون إلي أمه فقالوا أن محمدا قد قتل , فأستقبلوه وهو منتفع الوجه فقل أنس : وقد كنت أري أثر المخيط في صدره    .   وفاة أمه وكفاله جده ثم عمه  : توفت أم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ست سنين بألابواء  بين مكة والمدينة وقد قدمت إلي أخواله من بني عدي بن النجارتزيرهم إياهم فماييتت وهي راجعة به إلي مكة ودفنت بالأبواء وبعد وفاة أمه كفاله جده عبد المطلب, فعاش في كفالته  و يؤثره علي ابنائه أي أعمام النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان جده مهيبالايجلس أحد علي فراشه من ابنائه مهابة له وكا ن أعمامه يتهبون الجلوس علي فراش أبيهم و كان صلى الله عليه وسلم يجلس علي الفراش ويحاول أعمامه أن يبعدوه عن فراش أبيهم فيقف الأب الجد بجانبه ويرضي أن يبقي جالسا فراشه متوسما فيه خير ا , وكان جده يحبه حبا عظيما , ثم توفي عبد المطلب و النبي صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره فأوصي جده به عمه أبا طالب فكفله عمه وحن عليه ورعاه .    وكفاله عمه    : كان أبو طالب مقلا في الرزق فعمل النبي صلى الله عليه وسلم برعي الغنم مساعدة منه لعمه ,فلقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه الكريمة  , وعن أخوانه من الأنبياء أنهم رعوا الغنم , أما هو فقد هو رعاها لأهل مكة وهو غلام وأخذ حقه عن رعيه ففي الحديث الصحيح  ,   فقال رسول صلى الله عليه وسلم  :  ما بعث الله نبيا إلا رعي الغنم , فقال أصحابه : أنت ؟ قال :نعم كنت أرعاها علي قرريط لأهل مكة إن رعي الغنم كان يتيح للنبي صلى الله عليه وسلم الهدوء الذي تتطلب نفسه الكريمة , ويتيح له التمتع بجمال الصحراء  , ويتيح له التطلع إلي مظاهرجلال الله في عظمة الخلق  .حفظ الله تعالي لنبيه قبل البعثه  : إن الله تعالي صان نبيه صلى الله عليه وسلم , عن شرك الجاهلية وعبادة الأصنام , روي ألامام أحمد في مسنده عن هشام بن عروة عن أبيه قال : حدثني جار لخديجة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لخديجة : أي خديجة , والله لا أعبد وللات والعزة ابدا وكان لا يأكل ماذبح علي النصب ,وقد حفظه الله في شبابه من نزعات الشباب ودواعية البرئية التي تنزع إليها الشبوبية بطبعها ولكنها لا تلائم وقار الهداة وجلال المرشدين , فعن علي بن  طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول: ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به , إلا مرتين من الدهر, كلتهما يعصمني الله منهما , قلت ليلة لفتي كان معي من قريش بأعلي مكة في أغنام أهله يرعاها : أبصر إلي غنمي حتي أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان , قال : نعم فخرجت فجئت أدني دار من  دورمكة , سمعت غناء , وضرب دفوف , ومزامير فقلت : ما هذا  فقالوا فلأن تزوج فلأنة , رجل من قريش تزوج امرأة من قريش , فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتي غلبتني عيني , فما أيقظني إلا حرالشمس فرجعت , فقالل  ما فعلت ؟ فأخبرته ثم قلت له ليلة أخري مثل ذلك , ففعل , فخرجت فسمعت مثل ذلك فقيل لي مثل ما قيل لي فلهوت بما سمعت ,حتي غلبتني عيني , فما أيقظني إلا مس الشمس , ثم رجعت إلي صاحبي , فقال : فمافعلت ؟ قلت ما فعلت  شيئا ,  قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :  خديجة فوالله ماهممت بعدها بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتي أكرمني الله بنبوته .  تجارته لخديجة وزواجه منها  : كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أرملة , ذات شرف ومال . تستأجر الرجال ليتجروا بمالها , فلم بلغها عن محمد صدق حديثه , وعظم أمانته وكرم أخلاقه , عرضت عليه أن يخرج في مالها إلي الشام تأجرا وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار , فقبل وسافر معه غلامها ميسرة , وقد حصل في هذه الرحلة علي فوائد عظيمة , بالاضافة إلي ألاجر الذي ناله إذ مر بالمدينة إلتي هاجر إليها من بعد , وجعلها مركز لدعوته , كما كانت رحلته سببا لزوجه من خديجة بعد أن حدثها ميسرة عن سماحته وصدقه , ورأت خديجة في مالها من البركة ما لم تر من قبل , وتحدثت بما في نفسها إلي صديقتها نفيسة بنت منبة , وهذه ذهبت  إليه تفاتحه أن يتزوج  خديجة , فرضي بذلك , وعرض ذلك علي أعمامه فوافقواكذلك , وخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب فخطبها إليه ,وتزوجها رسول الله  صلى الله عليه وسلم :  وأصدقها عشرين بكرة , وكانت أول امرأة تزوجها  رسول الله  صلى الله عليه وسلم , ولم يتزوج غيرها حتي ماتت رضي الله عنها , وقد ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم  غلامين وأربع بنات , وابناه هما : القاسم , وبه كان  صلى الله عليه وسلم  , يكني , وعبد الله ويلقب بالطاهر والطيب , وقد مات القاسم بعد أن بلغ سنا تمكنه من ركوب الدآبة ومات عبد الله وهو طفل قبل البعثة  , أما بناته فهن : زينب ورقية  و أم كلثوم و فاطمة وقد أسلمن وهاجرن إلي المدينة وتزوجن  , ةقد كان عمر الرسول  صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة  رضي الله عنها , خمسا وعشرين سنة , وكان عمرها أربعين سنة  .تهيئة الناس لاستقبال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم  : شاءت حكمة الله تعالي أن يعد الناس  لإستقبال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم  : بأمور ,منها  بشارات الأنبياء  ,دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يبعث في العرب رسولا منهم فأرسل محمدا إجا بة لدعوته قال تعالي : { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءايتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم } وذكر القرآن الكريم  أن الله تعالي أنزل البشارة بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم  في الكتب السماوية المنزلة  علي الأنبياء السابقين , فقال الله تعالي  :{ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل } , وبشر به عيسي عليه السلام , قال تعالي : { و إذا قال عيسي ابن مريم  يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم  مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتي بعدي اسمه أحمد }   , وقد وقع التحريف في نسخ الترواة و الأنجيل وحذف منهما التصريح باسم محمدصلى الله عليه وسلم  إلا توراة السامرة وإنجيل برنابا الذي كان موجود قبل الإسلام وحرمت الكنيسة تداوله في آخرالقرن الخامس  ميلادي  . وأعلم الله الأنبياء ببعثه ,وأمرهم بتبليغ أتباعهم بوجوب الإيمان به واتباعه إن ادركوه ,و قال تعالي : { وأخذ الله ميثاق النبين لما ءاتينكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءاقررتم وأخذنم علي ذلك إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأن معكم من الشاهدين }      نزول الوحي : كان النبي صلى الله عليه وسلم  قد بلغ الإر بعين من عمره وكان يخلو في غار حراء بنفسه , ويتفكر في هذا الكون وخالقه . وكان تعبده في الغار يشتغرق ليالي عديدة حتي إذا نفذ الزاد عاد إلي بيته فتزود لليلي أخري , وفي نهار يوم الأثنين من شهر رمضان جاءه جبريل بغتة لأول مرة داخل غار حراء , وقد نقل البخاري في صحيحه حديث عائشة رضي الله عنها ,فعن عائشة رضي الله عنها قالت : أول ما بدي به الرسول  صلى الله عليه وسلم ,من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم    كان لا يري رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح,ثم حبب إليه الخلاء   ثم يتزود لمثل لذلك , ثم يرجع لخديجة ليتزود , حتي جاءالحق وهو في غارحراء ,فجاءه الملك فقال :اقرأ, قال : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتي بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال  :اقرأ     فقالت : ما أنا بقارئ , فأخذني فغطني للمرة الثانية  حتي بلغ مني الجهد, ثم أرسلني فقال  :اقرأ فقالت : ما أنا بقارئ ,فأخذني فغطني  الثالثة , ثم أرسلني فقال  :{اقرأ باسم ربك الذي خلق 1 خلق الإنسان من علق 2 اقرأ وربك الأكرام 3  الذي علم بالقلم 4}, فرجع بها رسول الله  صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده , فدخل علي خديجة بنت خويلد , فقال  : زملوني -  زملوني  , فزملوني حتي ذهب عنه الروع ,  فقال  : لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت علي نفسي ,قالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ,إنك لتصل الرحم , وتحمل الكل , وتكسب المعدوم , وتري الضعيف , وتعين علي بوائب الحق , فأنطلقت به  خديجة ,حتي أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزيز , ابن عم  خديجة وكان امرا تنصر في الجاهلية , وكان يكتب الكتاب العبراني , فيكتب الأنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي ,,قالت له خديجة: يا ابن عم , اسمع من ابن اخيك , فقال له ورقة :يا ابن أخي ماذا تري؟ فأخبره رسول الله  صلى الله عليه وسلم  خبر ما رأي , فقال له  ورقة :هذا الناموس , الذي نزل الله علي موسي , ليتي فيها جذعا , ليتني أكون حيا أذ يخرجك قومك , فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أو مخرجي هم ؟ فقال  : نعم ,لم يأت رخل قط بمثل ما جاءت به إلا عودي , وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا , ثم لم ينشب ورقة أن توفي , وفتر الوحي .     الأمر الرباني بتبلغ الرسالة   عرف النبي  صلى الله عليه وسلم  معرفة اليقين أنه أصبح نبيا لله الرحيم الكريم , وجاء جبريل عليه السلام  للمرة الثانية , وأنزل الله علي نبيه , قوله تعالي { يأيها المدثر 1  قم فأنذر 2  وربك فكبر 3   وثيابك فطهر 4 }  كانت هذه الآيات تهيجا لعزيمة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  , لينهض بعبء ما كلف به من تبليغ رسالات ربه , فيمضي قدما بدعوته , لايبالي العقبات والحواجز, كان هذا النداء المتلطف   . بدء الدعوة سرية : بعد نزول آيات المدثر قام رسول الله  صلى الله عليه وسلم  , يدعو إلي الله إلي الإسلام سرا , وكان طبيعا أن يبدأ بأهل بيته , وأصدقائه , وأقرب الناس إسلام السيدة خديجة رضي الله عنها  :كان أول من آمن بالنبي  صلى الله عليه وسلم  من النساء بل من أول من  آمن به علي الطلاق السيدة خديجة فكانت أول من أستمع إلي الوحي الإلهي من فم الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم  وكانت أول من تلا القرآن بعد أن سمعته من صوت  الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم  , وكانت كذلك أول من تعلم الصلاة عن رسول الله الكريم  صلى الله عليه وسلم , فبيتها أول مكان تلي فيه أول وحي نزل به جبريل علي قلب المصطفي , كان أول شئ فرضه الله من الشرائع بعد الإقرار بالتوحيد الصلاة  إسلام علي بن ابي طالب رضي الله عنه  : وبعد إسلام السيدة خديجة , دخل علي بن ابي طالب في الإسلام وكان  أول من آمن الصبيان , وكان سنه إذ ذاك عشرين سنة علي أرجح الأقوال , وهو قول الطبري وابن إسحاق , وقد أنعم الله عليه بأن جعله يتربي في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم  قبل الأسلام , حيث أخذه من عمه أبي طالب وضمه إليه , وكان هلي ثالث من أقام الصلاة بعد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وبعد خديجة ,  وكذلك إسلام بنات النبي  صلى الله عليه وسلم  : سارع إلي الإسلام , كلن من زينب وأم كلثوم وفاطمه ورقية ,فقد تأثرن  قبل البعثة بوالدهن في الأستقامة وحسن السيرة والتنزه عما كان يعمل أهل الجاهلية , من عبادة الأصنام الوقوع في الإثام , وقد تأثرن بوالتهن فاسرعن إلي الإيمان, وبذلك أصبح بيت النبي  صلى الله عليه وسلم  أول أسرة مؤمنة بالله تعالي منقادة لشرعه في الإسلام , ولهذا البيت النبوي الأول مكانه عظمي في تاريخ الدعوة الإسلامية  إسلام زيد بن حارثة : هو أول من آمن بالدعوة من الموالي , حب النبي ومولاه ومتبناه , زيد بن حارثة الكلبي , الذي أثر رسول الله عن والده وأهله , عندما جاءوا إلي مكة لشرائه من رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ,فترك الأمرر سول الله له , فقال زيد من أنا بالذي   لأختارعليك من أحد , وأنت مني بمنزل الأب والعم ,فقال له والده وعمه : ويحم أتختار العبودية علي الحرية , و علي أبيك و عمك و أهل بيتك ؟ قال نعم , وأني رايت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي لاأختارعليه من أحد ا ابدا                                     إسلام أبي بكر الصديق : كان أبوبكرالصديق رضي الله عنه أول من آمن النبي  صلى الله عليه وسلم  من الرجل الأحرار والأشراف فهو من أخص أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قبل البعثة , وفيه قال  رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ما دعوت أحدا ألي الأسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عكم  حين دعوته ولا تردد فيه  , أبوبكر صاحب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لم يكن إسلامه  إسلام  رجل بل كان  إسلامه   إسلام أمة فهو في قريش  في موقع اللعين , كان رجلا مألفا محببا  سهلا

تعاليم الرسول أشرف المرسلين


    1 التوبة      :    (قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم )         عن جابر رضى الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال :  يا ايها الناس توبوا الى الله قبل ان تموتوا وبادروا بالاعمال الصالحة قبل ان تشغلوا  وصلوا الذى بينكم وبين ربكم  : بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة فى السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا     وقال الجنيد , التوبة على ثلاث اركان الندم على ما فات  والعزم على ترك المعاودة  والسعي فى تلاقى ما يمكن تلاقيه من حقوق الله المفروضة  ,وحقوق الناس  , قال الرسول ص : لو اخطاتم  حتى تبلغ خطاياكم عنان السماء , ثم تبتم لتاب الله عليكم ,  ويقول الرسول ان الله يبسك يده  بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده  بالنهار  ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها  .  ويقال اول التوبة  يقظة من الله تعالى تقع فى القلب  فيذتكر العبد تفريطه ,  واساءته وكثرة جناياته.. مع دوام نعم الله عليه .. فيعلم ان الذنوب سموم قاتلة   يخاف منها حصول المكروه  وفوات المحبوب فى الدنيا الاخرة فاذا حصل هذا   وهو الندم على تضيع حق الله تعالى  والندم يثمر عملا وهو المبادرة الىالخيرات  وقضاء الواجبات ورد الظلامات والعزم على اصلاح ما هو ات      ,    فهذه الامور الثلاثة اذا انتضمت فهي التوبة    .                    ويقال  التوبة  هى  :الحياء  العاصم والبكاء الدائم    ويقال التوبة  هي الندم على ما فات  واصلاح ما  هوآ ت  .  و يقال التوبة هي قود النفس الى الطاعة بخطام الرغبة وردها عن المعصية . اصل التوبة فى اللغة : الرجوع : يقال تاب واناب .. بمعنى رجع  مع ضرورة اجتناب الكبائر  ان  اجتنبتم الكبائر غفرنا لكم الصغائر..    والصغائر هي اللمم  ,  وقال الله تعالى   ( ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم  وندخلكم مدخلا  كريما )   واختلاف العلماء فى ىتفسير الكبيرة والصغيرة  .  قالوا كل ما نهى الله عنه فى القران كبيرة وما نهى الرسول عنها صغيرة ,اختلف الصحابة فى عدد الكبائرقال  ابن  مسعود  :اربع  , فقال عبد الله  عبد الله بن عمر بن العاص  :تسع  وقيل :احدى  عشرة ,  ويقول على بن ابى طالب رضى الله عنه : من اراد غنى بلا مال , وهيبة بلا سلطان , وعزا بلا عشيرة , فليتق الله فان الله يابى ان يذ ل الا من عصاه ,  لابد اذا اردت ان تكون اهلا لرحمة الله تعالى . من الرجوع الى الله والاصلاح معه مهما كانت الاخطاء  وقال الله عن نفسه    (غفوررحيم )   .  فقد ورد ان الله سبحانه وتعالى قال فى الكلمات العشر التي انزلت على موسى عليه افضلا ا لسلام : ( بسم الله الرحمن الرحيم , هذا الكتاب من الله الملك الجبار , العزيز القهار , لعبده ورسوله موسى بن عمران , سبحني وقدسني , لا اله الا انا فاعبدنى ولا تشر بي شيئا , واشكر لي ولوالديك الى المصير , احيك حياة طيبة , ولا تقتل النفس التي حرم الله عليك فتضيق عليك السماء باقطارها , وتضيق عليك الارض برحبها , ولا تحلف باسمى كاذبا , فانى لا اطهر ولا ازكى من لم يعظم اسمى ,ولا تشهد بما لا يعي سمعك , وتحفظ عينك ,  ولا يقف عليه قلبك , فانى اوقف اهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة  , فاسائلهم عنها , ولا تحسد الناس على ما اتيتهم من فضلى ورزقي , فانى الحاسد عدو نعمتي , ساخط لقسمتي , ولا تزن ولا تسرق فاحجب عنك وجهي واغلق دون دعواتك ابواب السماء , ولا تذبح لغيرى , فانه لا يصعد الى من قربان الارض الا ما ذكر عليه اسمى , ولا تغدرن بحليلة جارك, فانه اكبر مقتا عندي, واحب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك )     ويقول ابن عباس رضى الله عنه  : لما سار موسى الى الميقات قال له ربه : (ما تبتغى) ؟ قال ابتغى الهدى ,قال : قد وجدتها يا موسى , قال يارب , اي عبادك ؟ قال :  ا لذى يذكرني ولا ينساني قال : اي عبادك اقضى ؟ قال : الذى يقضى بالحق ولا يتبع الهوى , قال : اي عبادك اعلم ؟ قال الذى يبتغى علم الناس الى علمه يسمع الكلمة تهديه الى هدى او ترده عن ردى ,  واياك ان تقنط من رحمة الله ( لاييأس من روح الله الا القوم الكافرون )    ابو طالب المكي جمعتها من مجموع اقوال  الصحابة   فوجدتها اربع : اربعة فى القلب  وهى : الشرك بالله تعالى والاصرار على معصية الله  والقنوط من رحمة الله  والامن  من مكر الله تعالى ,  واربعة فى اللسان : وهى شهادة الزور  وقذف  المحصنات الغافلات   واليمين  المغموس  والسحر   وثلاث فى البطن : شرب الخمر واكل مال اليتيم   و اكل الربا وهو يعلم   واثنان فى  الفرج وهما : الزنا  واللواط   واثنان فى اليدين وهما : القتل والسرقة      وواحدة فى الرجل : وهى الفرار من الزحف   ,واحدة فى جميع البدن وهى : عقوق الوالدين ,  وهناك  اشياء اذا  قاربت الصغائر الحقتها بالكبائر  ,   وهى الاصرار : وهو العودة الى مثل الذنب وقيل لا صغيرة مع  الاصرار ولذلك قيل  لا صغيرة مع الاصرار,ولا كبيرة مع الاستغفار  .. وليس   المراد بها استغفار الكذابين باللسان  .. انما المراد به التوبة والندم والاقلاع والالتجاء الى الله عز وجل من القلب نفسه  :                                                                                                                                                       { فأن الله يحب المتقين }
                                                                                                                                                                                                                                 :                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       .                                      
                        { ان أ كرمكم  عند الله اتقاكم }


            {ثم ننجى الذين أتقوا } 

              2 العبادة    
قال :كانت أمثلا كلها  ,  أيها الملك المسلط المنتلى  المغرور: انى لم ابعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض  ولكنى  بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم   , فانى لا اردها وان كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله  ,ان يكن له ساعات : فساعة يناجى فيها ربه , وساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يتفكر فيها فى صنع الله تعالى , وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم  والمشرب  , وعلى العاقل ان لا يكون  ظاعنا الا لثلاث :  تزود لميعاد. او مرمة لمعاش , او لذ ة فى غير حرام    , وعلى العاقل: ان يكون بصيرا بزمانه  ,مقبلا على شانه , وحافظا للسانه , ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه  قلت يا رسول الله فيما كانت صحف موسى عليه السلام ؟   قال : كانت عبرة كلها  ,عجبت لمن ايقن بالموت قم هو يفرح , عجبت لمن ايقن بالنار ثم هو يضحك , عجبت لمن هو ايقن بالقدر ثم هو ينصب , عجبت لمن راى الدنيا وتقلبها باهلها ثم اطمان اليها  , عجبت لمن ايقن بالحساب غدا ثم لا يعمل    قلت يا رسول الله اوصنى .قال : اوصيك بتقوى الله فانها راس الامر كله .  قلت يا رسول الله زدني : قال, عليم بتلاوة القران وذكر الله عز وجل , فانه نور لك فى الارض وذخر لك فى السماء  ,قلت يا رسول الله زدني, قال  :اياك وكثرة الضحك فانه يميت القلب ,ويذهب بنور الوجه , قلت يا رسول الله زدنى :قال : عليك بالجهاد فانه رهبانية  امتي . قلت يا رسول الله زدني : قال : احب المساكين وجالسهم . قلت يا رسول الله زدني : قال : انظر الى ما هو تحتك ولا تنظر الى من هو فوقك فانه  اجدر ان لا تزدرى نعمة الله عليك  , قلت يا رسول الله زدني : قال : قل الحق وان كان مرا قلت يا رسول الله زدني : قال: ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ولا تجد عليهم فيما تاتي . وكفى بك عيبا ان تعرف من الناس ما تجهله من نفسك وتجد عليهم فيما تاتي  . ثم ضرب بيده على صدره  فقال : فقال : يا ابا ذر : لاعقل كالتدبير ولا ورع كالكف , ولا حسب كحسن الخلق  , هذه الوصايا العظيمة التي زوده الرسول رغبة له  فقال يا رسول الله اوصنى : قال : صلى الله عليه وسلم : اوصك بتقوى الله فانها راس الامر كله , وان التقوى للعباده كالراس بالنسبة للجسد  , وهى كما وصفها على رضى الله عنه : (الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والاستعداد ليوم الرحيل  , والرضا بالقليل )   واشار رسول الله : ان تعبد الله كانك  تراه ,فان لم تكن تراه فانه يراك  ( لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم أن عذابى لشديد )  ,وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :  من راى منكم منكر فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه  وذلك اضعف الايمان  , الدين النصيحة , قلنا لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم                                       3  ألاعمال بالنية  :  عن امير المؤمنين الى حفص عمى بن الخطاب رضى الله عنه :قال سمعت رسول الله يقول : انما الاعمال بالنية .وفى رواية,بالنيات وانما لكل امرى ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها , او امراة يتزوجها , وفى روايه ,ينكحها فهجرته الى ماهاجر اليه اعلموا ان كلمة بسم الله الرحمن الرحيم من تحقق بها فله جزيل النوال ومن ذكرها بلغ نهاية الامال ومن لازمها خلعت علبه خلع الاقبال , والبس قلبه حلل الاتصال وافرد روحه بشهود الجمال واستخلص سره بكشف الجلال , فهى كلمة توسل بها سليمان عليه السلام فى الزمن القديم وعادت بركتها على الهدهد فكى تاجا من السميع العليم وقالت بلقيس :( يا ايها الملا انى القى  الى كتاب كريم , 29انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم  30 ولم يقراها سليمان الا خضع له كل شئ وامره الله عزوجل يوم انزلت عليه ان ينادى فى اسباط بنى اسرائيل الا من احب منكم ان يحضر امان الله فليحضر الى سليمان فى محراب دواد فانه يريد ان يفوم خطيبا لم يبق محبوس فى العبادة ولا سائح الا هرول اليه حتى اجتمعت عليه الاحبار والعباد والزهادةالاسباط كلهم عنده فقام قةق منبر ابراهيم الخليل ثم تلا عليه امانة الامان بسم الله الرحمن الرحيم  قيل الكتب المنزلة من السماء الى الارض مائة واربعة  صحف شيث ستون وصحف ابراهيم ثلاثون وصحف موسى قبل التوراة عشرة والتوراة و الانجيل والزبوروالفرقان ومعانى كل الكتب مجموعة فى القران ومعانى القران مجموعة فى الفاتحة ومعانى الفاتحة فى البسملة ومعانى البسملة مجموعة فى بائها ومعناها بى كان ما كان وبى يكون ما يكون زاد بعضهم ومعانى الباء فى نقطتها اى فى ذ لك اشارة الى الوحدة وهى عدم التعدد فهو الواحد الذى لا نظير له  وعدد حروف البسملة الرسمية تسعة عشر حرفا وعدد خزنة النارتسعة عشر خازنا كما قال الله تعالى    (عليها تسعة عشر )  وروى الطبرنى انه لايدخل احد الجنة الا بجوازاسم الله الرحمن الرحيم هذا كتال من الله تعالى لفلان ابن فلان ادخلوها جنة عالية قطوفها دانية   وروى انه اذ دخل اهل الجنة الجنة يقولون بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله الذى صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوا من الجنة حيث نشا فنعم اجر العاملين , واذا دخل الناراهل النار يقولون بسم الله الرحمن الرحيم وما ظلمنا ربنا ولكن ظلمنا انفسنا , ومن فوائدها  :انها أربع كلمات والذنوب اربعة : ذنوب بالليل ذنوب بالنهار وذنوب بالسر وذنوب بالعلانية فمن ذكرها على الاخلاص والصفاء غفر الله تعالى له الذنوب والجفاء  4 صلاة التسبيح    :  روى عكرمة ,عن ابن عباس ان رسول الله عليه وصلى الله سلم قال : للعباس بن عبد المطلب : يا عباس يا عماه , الا اعطيك ؟ الا امنحك الا احبوك ؟ الا افعل بك عشر خصال اذا انت فعلت ذلك , غفر الله لك ذنبك , اوله واخره , قديمه وحديثة , خطاءه وعمده , صغيره وكبيره , سره وعلانيته , عشر خصال : ان تصلى اربع ركعات  تقرا فى كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فاذا فرغت من القراءة فى اول ركعةوانت قائم  قلت :  سبحان الله , الحمد لله , ولا اله الا الله , والله اكبر , خمسة عشرة مرة ثم تركع فتقولها وانت راكع عشرا ثم ترفع راسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوى ساجدا فتقولها وانت ساجد عشرا ثم ترفع راسك من السحود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا  ثم ترفع راسك قتقولها عشرا  فذلك خمس وسبعون فى كل ركعة , تفعل ذلك فى اربع ركعات , ان استطعت ان تصليها فى كل يوم فافعل فان لم تفعل ققى كل جمعة مرة فان لم تفعل ففى كل شهر مرة فان لم تفعل ففى كل سنة  فان لم تفعل ففي عمرك مرة , اما حديث ابن عمرو فلفظه : قال لى رسول الله عليه وسلم  : ائتنى غدا احبوك واثيبك واعطيك حتى ظننت انه يعطينة عطية , قال اذا زال النهار فقم فصلى اربع ركعات فذكر ها قال ترفع راسك , ينتهي من السجدة الثانية فاستو جالسا ولا تقم حتى تسبح عشراوتحمد   فاستو جالسا ولا تقم حتى تسبح عشراوتحمد عشرا  وتكبرا عشرا وتهلل عشرا ثم تصنع ذلك فى الركعات الا ربع.. قال : فانك لو كنت اعظم اهل الارض ذنبا غفر لك بذلك..قال : قلت فان لم استطع ان اصيبها تلك الساعة ؟ قال : صلها من الليل والنهار واما حديث ابن عمر فلفظه ,قال : وجه رسول الله (ص) جعفر بن ابى طالب الى بلاد الحبشة , فلما قدم اعتنقه وقبله بين عينيه , ثم قال : الا اهب لك ؟ الا ابشرك ؟ الا امنحك ؟ الا اتحفك ؟ قال : نعم يارسول الله , قال تصلى اربع ركعات   تقرا فى كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة ثم تقول بعد القراء وانت قائم قبل الركوع   سبحان الله , الحمد لله , ولا اله الا الله  , والله اكبر   ولا حول ولا قوة ا بالله    خمسة عشرة مرة  ثم تركع فتقولهن عشرا تمام هذه الركعة اى وهكذا تفعل فتسبح عشرا فى الاعتدال من الركوع وعشرا فى السجود وعشرا فى الجلوس بين السجدتين وعشرا فى السجدة الثانية وعشرا فى جلسة الاستراحة قبل ا تبتدئ بالركعة الثانية تفعل فى الثلاث ركعات كما كما وصفت لك حتى تتم اربع ركعات  (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين )                        5 يوم القيامة واحوالها              قال الله تعالي : (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة  من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين   )                                    ان هذه الاية العظيمة نزلت فى الحشر والحساب والميزان والقيامة هى التى تعم الناس وتاتيهم باغتة وتاخذهم اخذة واحدة على غفلة فى يوم جمعة فى غير شهر معروف ولا سنة معروفة , واول يوم القيامة من النفخة الثانية الى استقرار الناس فى الدارين الجنة والنار وصدر يوم القيامة واخره من الاخرة ومقدار ذلك اليوم كما قال الله تعالى  :( فى يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ) اى فى الدنيا ( فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة )      ومن   اسمائها قال الله  تعالى : (وما   امر  (وما امر الساعه كلمح البصراو هو اقرب )   القيامة لقيام الخلق كلهم من قبورهم اليها القيام الناس لرب العالمين  عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : يوم القيامة يقوم ا حدهم فى رشحة الى نصف اذنيه , ويروى عن كعب يقومون ثلثمائة سنة او سميت بذلك لقيام الروح والملائكة صفا  القارعة لانها تقرع الفلوب من اهوالها والحاقة لانها كائنة من غير شك والغاشية لانها تغشى ابصار الخلائق باهوالها حتى انهم لايرون عن يمينهم ولا عن شمائلهم والازفة , اى القريبة والواقعة لوقوع الامر فى ذلك اليوم  والخافضة لانها تخفض اقواما بدخولهم النارباعمالهم السيئة والرافعة لانها ترفع اقواما بدخولهم الجنة باعمالهم الحسنة والطامة اى الغالبة لكل شئ وسميت بذلك لكثرة الاهوال والصاخة : اى الصخة التى تضخ الاذن فتورث الصمم  وايضا اليوم الموعود لانه ميعاد الخلق   ومن احوالها واهوالها   :  قال الله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون}  وإذا قام الناس من قبقورهم لفصل القضاء وحشروا على أحوالهم فمنهم من يكسى ومنهم من يحشر عريان ومنهم راكب ومنهم وماش  مسحوب على وجهه ومنهم يذهب إلى الموقف راغما ومنهم من يذهب خائفا ومنهم قوما تسوقهم النار سوقا ,عن أنس بن مالك  رضى الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : من مات سكران فإنه يعين ملك  سكران ويعاين منكرآ ونكيرا سكران ويبعث يوم القيامة سكران ألى خندق وسط جهنم يسمى السكران فيه عين يجرى ماؤها دما لايكون له طعام ولا شرب إلا منه   وجاء إن المؤذنيين والملبين يخرجون يوم القيامة من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبى الملبى  ,  ومن مات على مرتبة من المراتب بعث عليها يوم القيامة    قال الله تعالى :{ وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا } ويوم تسيل السماء فتكون كالمهل وهو النحاس المذاب فيطى الله بعضها على بعض ثم تنهار وتذوب وتذهب حيث شاء الله وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق حيث تكون قدر ميل فيشتد الكرب  من الزحام ويكثر العرق ,كما قال عليه السلام : إن العرق يوم القيامة ليذهب فى الأرض سبعين ذراعا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس  وآذانهم    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة  فلينفس عن معسر , أو يضع عنه  ,     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : من أنظرمعسرا أوضع عنه أظله الله فى ظله وقال صلى الله عليه وسلم : من أشبع جائعا أو كسا عريانا آوى مسافرا أعاذه الله من أهوال يوم القيامة  , وعن أبى هريرة رضى الله عنه ,   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن من الذنوب ذنوبا لايكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة قيل وما يكفرها يا رسول الله ؟ قال الهم فى طلب المعيشة صدق رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ,فإذا طال انتظار أهل الموقف طلبوا من يشفع لهم ليستريحوا من الموقف والإنتظار والكرب  وقد جاء عن أأبى هريرة رضى الله عنه : قال أتى رسول  الله  صلى الله عليه وسلم  , بلحم فرفع إليه الذراع فكانت تعجبه  فنهش منها نهشة فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة , هل تدرون بم ذلك ؟ يجمع الله الأولين والأخرين فى صعيد واحد فيسمهم الداعى وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الهم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض , ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما بلغكم ؟ ألا ترون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض ائتوا آدم فيقولون يا آدم انت  ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا قيقول : آدم إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهانى هن أكل الشجرة فعصيت , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلى نوح عليه السلام , فيأتون نوح عليه السلام  فيأتون  نوحا فيقولون له , يا نوح  أنت أول الرسل إلارض وسماك الله عبدا شكورا أشفع لنا إلى ربنا  ألا ترى ما نحن فيه   ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم نوح إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضبه  قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ابدا وانه كان لى دعوة دعوت بها على قومى , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلى أبراهيم عليه السلام  فيأتون أبراهيم,فيقولون يا أبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل ألارض اشفع لنا إلى ربك ألا تري ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا ؟ قيقول  لهم أبراهيم   إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب  قبله مثله ولن يغضب بعده  مثله ويذكر كذباته , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلي موسي عليه السلام  :  فيأتون موسي  ,فيقولون يا موسي أنت رسول الله فضلك الله برسالته وتكليمه على الناس اشفع لنا اشفع لنا إلى ربك ألا تري ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا , فيقول لهم موسي : إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده  مثله وإني قتلت نفسا لم أمر بقتلها , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلي عيسي عليه السلام , فيأتون عيسي عليه السلام  فيقولون يا عيسي :أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم وروح منه وكلمت الناس اشفع لنا إلى ربك ألا تري ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا , فيقول لهم عيسي عليه السلام , إن ربى قدغضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده  مثله ولم يذكر له ذنبا  , نفسى  نفسى  نفسى , اذهبوا إلي محمد صلى الله عليه وسلم   فيأتون ,فيقولون : يامحمد  الله أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفرلك الله ما تقدم من ذنبك  وما تأخر اشفع لنا عند ربك ألا ترى مانحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محاميده وحسن الثناء عليه لم يفتحه لأحد غيري , ثم يقول  الله تعالي يامحمد :أرفع رأسك و سال تعطي واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول يارب : أمتي أمتي : أدخل الجنة من أمتك من لاحساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة  وهم شركاء الناس فيما سوي ذلك من الأبواب والذي نفسي محمد بيده إن مابين المصرا عين من مصاريع  الجنة لكما بين مكة وهجر وكما مكة وبصري , فأول من يدعي للحساب الملائكة والرسل أظهارا للعدل وإقامة الحجة علي من كذب وزيادة تخويف الجاحدين فكيف تكون عقول الخلائق إذا عاينوا الملائكة , والرسل قد دعاهم الله للحساب والسؤال ثم تقبل الملائكة علي الخلائق وتنادي كل إنسان باسمه من غير كنية يا فلان هلم إلينا إلي موقف العرض , فمن المؤمنين من لايحاسب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم   (يدخل الجنة  من هذه الأمة سبعون الفا بغير حساب )  وفي رواية (مع كل واحد منهم سبعون الفا )   وعن إني بوبكر الصديق رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطيت  سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغيرحساب وجوههم كالقمر ليلة البدر وقلوبهم علي قلب رجل واحد فأستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل سبعين الفا    ,أن الميزان واحد يوزن به للجميع وإنما جمع لكثرة ما يوزن فيه من الأعمال وصفته في العظم مثل طبقا السموات والأرض توزن فيه الأعمال بقدرة الله سبحانه وتعالي   قال النبي صلى الله عليه وسلم    : ما من شئ يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من الخلق الحسن , ومنها قضاء حاجة المسلم قال صلى الله عليه وسلم  : من قضي لأخيه  المسلم حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له  ومنها قراءة القران وتعليم الناس الخير أو مدد العلماء وأتباع الجنازة والولد الذي يموت للأنسان فيحتسبه والصلاة علي النبي  صلى الله عليه وسلم  :  وكثرة الأستغفار والتسبيح والتحميد  والتهليل  والتكبير  الصدقة وتخفيف العمل عن الخادم والأضحية وكف التراب اذا   ألقاه إلانسان في قبر المسلم عند دفنه أهل البلاء  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم   : تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتي بأهل الصلاة فيؤتون أجورهم بالموازين فيؤتي بأهل الصيام  فيؤفيؤتون أجورهم بالموازين فيؤتي بأهل  الحج فيؤفيؤتون أجورهم بالموازين فيؤتي بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولأينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب حتي يتمني أهل العافية أنهم لو كانوا في الدنيا تقرض أجسامهم بالمقاريض لما يرون لأهل البلاء من الفضل قال الله تعالي { إنما يوفي الصابرون أجورهم بغير حساب   } وإذا وقع السؤال ونصبت موازين الأعمال وتطايرت الكتب عن اليمين والشمال ووضع الصراط علي متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر ويؤمر الناس بالجواز عليه فأول من يجوز عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم    : فيمر أولهم كالبرق  الخاطف ثم الريح ثم كالطير ثم كالخيل ثم عدوا ثم مشيا ومن الناس من يزحف زحفا ومن الناس من يسحب سحبا فمنهم من يسلم من يزل فيقع في جهنم ومنهم من تخطفه كلاليب فتلقيه في النار ويسمع للواقعين في النار جلبيةعظيمة وصياح شديد يدهش العقول , والملائكة والأنبياء  كلهم  يقولون : اللهم سلم سلم ولا ينطق حينئذ الا الرسل     الفرق  :   عن أبي هريرة قال :قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : إفترقت اليهود علي أحدي و سبعين فرقة  , و إفترقت النصاري علي اثنتين وسبعين فرقة , وتفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة , عن عبد الله بن عمر قال , قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : ليأتين علي أمتي ما أتي علي بنو إسرائيل  تفرق بنو  إسرائيل علي اثنتين وسبعين ملة , وستفترق أمتي ثلاث وسبعين ملة , تزيد عليهم ملة  , كلهم في النار إلا ملة واحدة , قالوا : يا رسول الله , وما الملة التي تتغلب ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي    صلاة التوبة  : فقد روي عن أبي بكر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  :يقول : ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتؤضا او يتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفرالله له ثم قرأ هذه الآية { والذين إذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله }  وعن عبد الله بن بريدة   رضي الله عنه قال عن أبيه قال :أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوما فدعا بلالا , فقال يا بلال .. بما سبقتني إلي الجنة ؟  إني دخلت الجنة البارحة , فسمعت خشخشتك أمامي  ؟ فقال : يارسول الله  ما أذنبت قط إل صليت ركعتين , وما أصابني حدث قط إلا تؤضات عنها وصليت ركعتين  , وأعلم أن العجلة من السيطان إلا من خمسة أشياء فإنها من السنة : إطعام الضيف إذا دخل , وتجهيز الميت , وتزويج البكر , وقضاء الدين , والتوبة من الذنب      . وأن من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاث أشياء : تعجيل التوبة , وقناعة النفس , والنشاط في العبادة , ومن نشي الموت عوقب بثلاث أشياء :  تسويف النفس , والشره في الدنيا , والتكاسل عن الطاعة   . وقوله الله تعالي { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ... }